المغرب و الثورة الغبية

12.03.2013   |  الطاهر بو تحانوت  |    eplume.wordpress.com

femen_vs_betadine_islam


« الغباء هو القيام بنفس العملية مرات متعددة بإتباع نفس الاسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة. »
هكذا ثورتكم. ثورة غبية و إن كان « بعض أناسها أذكياء »… ثورة غبية و إن كان يمكن وصف بعض من « بعض أناسها الأذكياء »، للإنصاف ، بأنهم في أحسن الأحوال شرفاء عديمي الشجاعة.
فثورتكم يا سادة/سيدات، تفتقد لأبسط أسس قيام ثورة تستحق هذا المسمى. لا وحدة القيادة، لا البرنامج/المشروع و لا وضوح الرؤية نراه في منهجكم… ففي أي عالم سوف ترى ثورتكم النور في غياب هذه المقومات. ربما تَرَوْنْ…أنتم، هذا النور في قعْر كأس النبيذ حين تنهون الشراب، أو في قعْر المرمدة(الطّفايَة) بعد ان تنهوا تدخين أجود ما تنتج أرض مملكتكم، أو ربما في قاع أحلام مجلس شورى مسلمي « تضميد الجراح/
Betadine » من جماعة المُتَأَصْوِفَة….
بعد خطوات ما سميَّ بمظاهرات نزهات الأحد، و أسلوب المطالب الرنّانة من قبيل الكرامة و الحرية بدون تقديم مشروع بديل متّسم بوضوح الرؤية تحت قيادة كاريزماتية و موحدة…ظللتم تائهين في طلب الحريات الفردية في بلد يحكمه قانون الغاب والناس فيه تلهث وراء لقمة حتى تصارع الموت…فأنّى كان للجائع المظلوم أن يفهم مطالب حرياتكم الفردية ناهيك عن أن يناضل من أجلها وهو جائع بينما أغلبكم يرتاد المطاعم للأكل تذوُّقا وليس لسّدِّ الجوع…و بجانبكم رأينا أناس آخرين  يطلبون خلافةً مستعملين قاموسا من الماضي البعيد موازِ لحاضرنا…ففكرت… و ٱجهتدت …ثم عدت الى رشدي  متسائلا  هل لمستقيمان متوازيان أصلا سبيل للإلتقاء …
أصررتم أن تجعلوا للغباء مثال من صنعكم… فمرت الأيام ولم يتغير شيء بشكل جذري، و بعدها  مَضَتِ الأسابيع و الأشهر و أنتم تقومون بنفس النزهة  مرات متعددة بإتباع نفس الاسلوب ونفس المطالب و ٱنتظرتم أن تكون النتائج مختلفة…ما أغبى ثورتكم… حتى أنكم جعلتم الغباء، بعنادكم، فضيلة إلى أن أغرقتم معكم في ثورتكم قليلا من الشجعان و حفنة من الشرفاء…
إنها حقا ثورة غبية…نعم غبية لأنها لم تعلم ان ٱعتبار الشرف بدون الشجاعة مبدأً هو غباء، وأن الغباء هو ٱعتبار الشجاعة بدون الشرف من القِيَم.
فالثورة تكون بالشرفاء ذوي العزيمة و يقيناً لن تكون الثورة من فعل أناس ليست الثورة أولى أولوياتهم…و أبدا لن تكون الثورة من فعل أناس جبناء يرون الثورة وسيلة رومانسية للتسلية في الفايسبوك …أوعند أَحْسَنِهمْ نوايا ، طريقة للتخفيف عن ضمائرهم من إدراكهم بتقصيرهم في الدفاع عن الحق و المساواة لبني بشر مثلهم رأى القدر أن يجمع بينهم جغرافيا و تاريخيا …لا أقلّ ولا أكثر…عاملين في ذلك بمبدأ أضعف الإيمان في تغيير المنكر…
وتلك سبيلهم… الطريق السهل و المغامرة بلاشيء في آبتغاء الحصول على كل شيء.
منطق الجبناء و تلامذة ماكيافييل ،بقصد أو بغير قصد، في أسلوب تفادي التواجد في المقدمة من أجل تَجَنُّب مجابهة المخاطر و ما قد تسفر عنه من جراح و فراق للحياة الجسدية…
يا سادة/ سيدات، الحياة الجسدية سريعة الزوال، أما العظماء فهم لا يموتون أبدا…ففكرهم يعيش بيننا حيّا لايموت.
يا سادة/ سيدات، من يخاف الموت الجسدي و الجراح فنصيحتي إليه أن يمارس رياضة « الڭُولْف » أو ماجاوره ،أما الثورة فلها رجالها و نسآءها ممن يؤمنون بأن الثورة «  يفجرها مجانين بعشق أوطانهم، يموت فيها الشرفاء و يستفيد منها الجبناء » ، و بناءً على هذا التعريف للثورة فإني لا ارى لكم موضعا من الثورة غير أن تكونوا ممن سيستفيدون منها، ولكم بعد ذلك أن تستنتجوا من أنتم…
و بعد ان عرفتم الان من انتم..أذكركم أن الشجاع يموت مرة واحدة بينما يموت الجبان ألف مرة…فٱختاروا كم مرة تريدون أن تموتوا …

أما رسالتي للمتأسلمين و تجار الدين، فأذكرهم بأن الله لم يستخلفنا في الارض لنكون متسولين للعدالة، بل الأمانة هي ان نقيم العدالة في الارض.
فأرجو كم احترموا عقولنا، واعلموا اننا لن ننتظر العدالة في الآخرة (تحت التخدير)، بل ، ههنا سنقيم العدالة في الارض قبل عدالة يوم الحساب…لأنّ الظالمين لو أمنوا بعدالة السماء ما كانوا ليظلمونا في الارض، فحق علينا ان نتكلم لُغَتَهُم و في الدنيا إذن نقتص منهم ولله عدالة السماء بعد ذلك، فإن كان في رأينا رشد وفقنا اليه بارئها، وإن أخطأننا فإن العدالة في يوم الحساب أمر موعود…أليس الله يقول : « وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا »
…أم أنكم الآن إستسلمتم و ٱعتنقتم إسلام مؤسسة « راند »، إسلام الذل و الخنوع، إسلام المتسولين في إنتظار التمكين…
يا إسلاميي الخضوع مِمّن تدّعون الشرف وقد خانتكم الشجاعة ألم تعلموا أن الشجاعة خطوة ثابتة بآتجاه الموت…أم أنكم أصبحتم أشد حرصا على الحياة الدنيا وتدعون الناس لجزاء الآخرة في حين أنتم تقطفون ثمار الدنيا…

تبّا لكم اليوم كفرت بدينكم وجعلت معرفتي بالله وسيلتي إليه من دونكم.

 أما من لا يزال  منكم يرى خيرا في علمانيي الكرتون، فترجموا هذا المقال لإخواننا في الانسانية الفرنكوفونيين المغاربة الدارسين في المؤساسات الفرنسية داخل المغرب أو الذين منها تخرجوا، والأفضل أن تكون الترجمة بلهجة الدارجة المغربية فهي أقرب الى مخيلة علمانيتهم و أسهل إلى مسامعهم. و آعلموا أني لم أعد أرى ثورة معهم و في أحسن الاحوال أتمنى لهم أن لاتكون ثورتنا ضدهم. و أذكرهم بمثل امازيغي يقول : «  إغْ دينْغِي واِسيفْ أُورَا إتْسْن تُورتِيتْ نْطَالْبْ » ، بمعنى أنه«  حينما يفيض الوادي فهو لن يميز حقل إمام المسجد من غيره »…

Cet article, publié dans Moyen-Orient et Afrique du Nord (MENA), est tagué , , , , , , , , , , , , , , , , , , . Ajoutez ce permalien à vos favoris.

Un commentaire pour المغرب و الثورة الغبية

  1. dima dit :

    Le plus con dans l’histoire est de croire que la vocation du M20F
    était d’etre une « révolution ». La vérité n’était qu’un « désir » de changement,
    alors et maitenant, qui s’est matérialisé en un « état d’esprit permanent ».

    Oui, le M20F a accompli beaucoup de choses et peut se prévaloir
    qu’il posséde ses propres martyrs et autres prisonniers de « droit commun ».

    Merci à l’auteur de ne pas manquer de respect à cet état d’esprit.

Répondre à dima Annuler la réponse.