هذه رسالة لمن لا يهمه الأمر، الملك محمد السادس: أحمد ابن الصديق

26.07.2011  |     أحمد ابن الصديق  |  eplume.wordpress.com

بسم الله الرحمان الرحيم

من أحمد ابن الصديق

بعد رسالة الكرامة والمسؤولية والوضوح المفتوحة  بتاريخ  05 07 2010

هذه رسالة لمن لا يهمه الأمر، الملك محمد السادس

أيها الملك

 السلام عليك ورحمة الله و بركاته

إذا بقي بعد 20 فبراير بقية من معنى أو أثارة من جدوى لمفهوم البيعة التي تربط الملك بالمواطنين، فإنه يؤسفني أن أخبرك أني قد خلعت بيعتك من عنقي، بعدما يئستُ من عدلك، ألا يصبح لاغيا كل عقد لا يلتزم أحد أطرافه بواجباته ويصر على تجاهلها ؟

لقد خاطبتك بكل الصيغ و راسلتك بشتى الوسائل مذكرا بجرائم بعض من منحتـَهم ثـقـتك أو أبرمت معهم الصفقات و أظللتهم برداءك، فتفننوا في  تلفيق التهم الباطلة، والاستخفاف بالقانون واحتقار التراث والتاريخ والحضارة وسرقة المال العمومي وقرصنة الأفكار والجهود ثم شهادة الزور واستعمال اسم الملك ليصبح سلاحا من أسلحة الدمار الشامل مع التداعيات المأساوية المعنوية والمادية والمهنية والنفسية والاجتماعية لتلك الجرائم، و لجأتُ لديوانك ولكل مؤسسات الدولة والشخصيات التي كان لها دور من قريب أو بعيد في فضيحة مولاي يعقوب ثم فضيحة ذكرى فاس 1200 سنة، فعلـّمني الصمت الرهيب أن الجبن وانعدام الأخلاق والتملص من المسؤولية والإفلات من المحاسبة قواسم مشتركة عند بعض من يتحلقون حولك. وأي تشجيع للفساد و مؤازرة للظلم أكبر من صمت الجبناء؟

فرغم التفسير  الرهيب  لحاجبك السيد فرج أن تعيينك للسيد سعد الكتاني مكافأة على رضوخه في صفقة بيعه بنك الوفاء لشركتك، ورغم التصريح المدوي لمستشارك السيد الجراري حول مسامير مائدتك والطغاة المحيطين بك الذين يصعب عليك القيام بواجب الإنصاف إن ظلموا أحدا، ورغم إقرار السيد أبو درار رئيس هيأة محاربة الرشوة أن الديوان الملكي نهاه عن تناول ملف مولاي يعقوب،  و رغم سؤال البرلمان للوزير الأول… لا حياة لمن تنادي، لم يـُفتح تحقيق ولا تمت إعادة اعتبار ولا محاسبة، على عادتك في تكريس الإفلات من العقاب للمستبدين العابثين بالقانون وبالبلاد و بالعباد بعد أن تجاهلتَ وصية ابن خلدون حول مساوئ الجمع بين الإمارة والتجارة و تركتَ الفساد ينخر الدولة والمجتمع.

لقد تساءلتُ في رسالة الكرامة إليك منذ سنة  » وأنتم تدركون جلالتكم بعد انسحاب المؤسسات وإحجام القضاء، ما تقتضيه مسؤوليتكم العظمى من واجب إحقاق الحق، وإعادة الاعتبار لشرعية قراراتكم وترسيخ هيبتكم، وإنقاذ كرامةٍ أُهدرت باسمكم، فمن أساء نال جزاءه ولو كان من خاصتكم، وأنتم حسب تصوري ملكُ البلاد أكبر من الرضوخ للضغوطات وأنبل من الانصياع للدسائس وأرقى من تزكية الـجُبن و الجحود و سرقة الأفكار، وأسمى من السكوت عن الاستهتار بالأخلاق وتزييف التاريخ وأجلّ من محاباة اللصوصية ولا حاجة لكم بتملق ولا نفاق، إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ، فأين يكمنُ الخلل ؟  »

و لكن صمتـَك أجابني فأدركتُ أن الخلل يكمن في تصوري الساذج و ذهني المغفـَّل، نعم لقد زكيتَ الجبن والخبثَ و حميتَ اللصوص والقراصنة أيها الملك، تماما كما خذلت قبلي القبطان مصطفى أديب عقابا على نزاهته ثم رئيس البنك خالد الودغيري إرضاء لرغبة انتقام لدى منيرك الماجيدي في استغلال بشع للقضاء و العدالة.

ربما كان خطئي عندما استقبلتك في مولاي يعقوب أني لم أتملق إليك بل حدثتـُك عن مشروع علمي نال إعجابك ولم أطلب شيئا لنفسي بل أهديتك من باب المروءة صورة العلم الوطني يرفرف لأول مرة فوق قمة الإفريست يوم زفافك، فلمحتُ الفرحة والانشراح في عيني الإنسان قبل الملك؟  وعلمتُ أن تلك المبادرة أثارت حفيظة « أصحاب الحسنات » فانطلقت آلة الطحن.   

وربما كان ذنبي أني فكرت ذات يوم في مبادرة أكبر من الأولى، لتحويل ذكرى تاريخية استثنائية إلى لحظة بارزة للاعتزاز بمقومات التاريخ الحضاري المغربي فاقترحتُ عليك الفكرة في رسالة مباشرة فحبذتـَها ولكن الذئاب سال لعابهم لما علموا أنك خصصت لها مبلغ 350 مليون درهم؟ لم أفهم إلا مؤخرا أن دستورا خفيا غير مكتوب يمنع المبادرات و يحرم التفكير و يعاقب على الحلم بمغرب جميل معتز بحضارته وواثق بطاقاته الإنسانية.

لقد ظلمتني أشد الظلم أيها الرجل، وكل يوم يزداد ظلمك شدة وإيلاما، لقد قابلتَ إخلاصي لوطني بالإهانة واللامبالاة، ووفائي بالجحود والاحتقار و إهدار الكرامة. فدمرتَ مستقبل أبنائي بصمتِك المخجل وصمت مؤسساتك و أجهزتك، وقتلـتـنا مرات و مرات وقتلت المروءة كذلك، وبالمناسبة فليس لدي اعتراض على الملكية البرلمانية كنظام سياسي و لا لدي مشكل مع شخصك وأرجو الله أن يطهر قلبي من الحقد والضغينة.

لقد خلعتُ بيعتك من عنقي و نقضت كل عروة كانت تربطني بك فافعل ما بدا لك واقتلني مرة إضافية ولا تكترث كعادتك.

والسلام على من عرف قدره وخضع لجلال ربه.

 

أحمد ابن الصديق

Cet article, publié dans Maroc, est tagué , , , , , , , , , , , . Ajoutez ce permalien à vos favoris.

11 commentaires pour هذه رسالة لمن لا يهمه الأمر، الملك محمد السادس: أحمد ابن الصديق

  1. Ping : Lettre de Ahmed Benseddik au Roi Mohammed VI | eplume

  2. جورناني Journani dit :

    آمل أن تجد رسالتكم هذه الآدان الصاغية هذه المرة و يتم إنصافكم

  3. zakaria dit :

    آمل أن تجد رسالتكم هذه الآدان الصاغية هذه المرة و يتم إنصافكم
    god bless u man u say what i want to say to this asshole for long time think u u are the rreal man

  4. mostapha dit :

    جرأة كبيرة وحقائق دامغة نتمنى أن تلقى الاذان الصاغية من قبل من يهمه الأمر. بن الصديق واحد من عدد كبير فضلوا الارتكان الى الصمت. ما ضاع حق وراءه مطالب

  5. mohamed dit :

    نتمنى أن يحدو كل المغاربة الأحرار حذو هذه الخطوة الشجاعة والمنطقية كذلك مادام أنه لا حياة لمن تنادي

    • boujemaa bahti dit :

      سيدالشهداء حمزة ورجل.قام في وجه سلطان جائر فقتله. عظم نيتك
      اصلا اسمها مبايعة بين طرفين لك وعليك وله وعليه
      وحين اصبحت المسالة له وعليك وما عليه وما لك .فقد فسخ العقد نفسه والسلام عليكم

  6. الرجل الشجاع الثاني الذي خلع بيعته للاستبداد..هيا يا رجال مزيد من الشجاعة.

  7. patriote65fr dit :

    nous celebrons aujourd’hui la fête du trône
    pas besoin de répondre à si benseddik qui dit qu’il un contrat entre lui et sa majesté et que l’une ou l’autre partie peut le rompre.
    regardez donc ce que pense le peuple eh ouiiiiiii attaché à son Roi et rien et personne ne peut briser ce contrat d’âme de coeur et d sang
    meilleurs voeux Majesté (FIDAKA AL MALOU WA NAFSOUWAL WALADOU YA AMIR AL MOUMININES)

    • rami soraya dit :

      Makhzenien vous ne devez pas vous vantez du « OUI » pour la pseudo nouvelle constitution. NB le referendum n’avait rien à voir avec SM mais avec la pseudo constitution, aussi vos amis makhzeniens ont mobilisé les fkihs, les mokadem et la zaouia pour convaincre les gens d’aller aux urnes. Pire encore le 98,50% sovietique fait rire les poules…..Le comble : La masscarade n’a pas vidée les rues des manifestations de la jeunesse ecrasée par la tyrannie du MAKHZEN.

  8. nordine dit :

    le patriote a une connotation du nom d’un bâtiment de guerre d’un missile mais point d’un lèche botes ,cependant ce que demande ce vrais patriote c’est que vérité et lumières soient faites sur la mal verssation de l’argent public sur les magouilles politiques sur le compte d’un peuple ,sur l’avenir d’une nation simplement…..et au retour le peuple doit soutenir ben sedik…..

  9. Ping : العشب هو المسؤول | eplume

Laisser un commentaire